الموارد البشرية

وظيفة مسؤول الموارد البشرية والتحديات التي تواجهها

تعد وظيفة مسؤول الموارد البشرية إحدى أهم الوظائف في مختلف المؤسسات، وهي من الوظائف التي يبحث عنها الكثير من الخريجين من مختلف مجالات العمل لأنها تمتلك مستقبلًا باهرًا إلى جانب توفر الكثير من فرص العمل لها. 

ولكن مالا يعرفه الكثيرون عن مسؤول الموارد البشرية أنه يواجه تحديات مختلفة قد لا يستطيع أي موظف أو شخص آخر التعامل معها، لذلك رغم سهولة الوظيفة نظريًا، إلا أنها تعد أصعب الوظائف للتعيين والتي يبحث المسؤولون فيها كثيرًا قبل أن يقرروا تعيين أحدهم.

ولكن ما هو دور مسؤول الموارد البشرية في الشركة؟

رى موقع كورسيرا الشهير في مجال تدريب الوظائف أن مسؤول الموارد البشرية يكون مسؤولًا عن إدارة جميع الموظفين في الشركة والتعامل معهم بشكل مباشر دون التدخل في الجوانب الفنية في وظائفهم، لذلك فهم مسؤولون عن إدارة مواعيد الحضور والانصراف والعطل المختلفة والرواتب والمتطلبات المختلفة التي يمتلكها الموظفون في أي شركة.  

كما أنهم مسؤولون عن إيجاد المهارات اللازمة وتعيينها وتدريبها على أداء الوظائف المختلفة داخل الشركة، ويعد قسم الموارد البشرية هو العتبة الأخيرة التي يجب على أي متقدم للوظيفة أن يقطعها قبل أن يدخل إلى منظومة الشركة ويصبح فردًا منها.  

وبينما يحق لموظفي الموارد البشرية رفض تعيين شخص بعينه، إلا أن هذا ليس متعلقًا بالمهارات الفنية للوظائف المختلفة التي يقومون بها داخل الشركة، لذلك لا يمكن لهم رفض المتقدمين للوظيفة بناءً على مهاراتهم الفنية، ولكن دائمًا يتعلق الأمر بالمهارات الشخصية والسيرة الذاتية الخاصة بهم.  

في بعض الشركات يكون قسم الموارد البشرية مسؤولًا عن التعامل مع الهيئات الحكومية وقوانين التوظيف والعمل في الدولة، وذلك من أجل ضمان سلامة مستندات الشركة وأن يكون جميع الموظفين في الشركة يعملون بشكل صحيح من ناحية الأوراق اللازمة لهم.  

وينظر البعض إلى مسؤولي الموارد البشرية كأنهم عين الشركة وذراعها وسط الموظفين، ولكن في الحقيقة، فإن هذا الأمر يعد خاطئًا للغاية، إذ يجب أن يكونوا طرف محايد ويضمن الحفاظ على حقوق الشركة والموظفين معًا على حد سواء.  

ويهمل البعض أحد أهم أدوار قسم الموارد البشرية المتمثل في حل المشاكل والتحديات التي تظهر بين الأشخاص المختلفين داخل الشركة، ويشمل ذلك حل المشاكل الشخصية التي قد تؤثر أيضًا على سير العمل.

 أهم التحديات التي يواجها مسؤولو الموارد البشرية

قد يبدو العمل في قسم الموارد البشرية أمرًا سهلًا لا يتطلب الكثير من المجهود أو حتى يتضمن الكثير من المشاكل، ولكن الحقيقة أبعد من ذلك كثيرًا، إذ أن العاملين في قسم الموارد البشرية يتعرضون  للكثير من التحديات المختلفة نتيجة احتكاكهم المباشر مع الموظفين في الأقسام الأخرى.  

كما أن قسم الموارد البشرية عادةً ما يكون حامل الأخبار السيئة الذي ينقلها إلى الموظفين العاملين في كل مكان في الشركة، لذلك يصبحون مكروهين داخل الشركة، ولكن إلى جانب ذلك فإنهم يواجهون مجموعة كبيرة من التحديات المتنوعة من مثل:

الاحتكاك والتعامل مع العاملين في الشركة

سبق وذكرنا أن العاملين في قسم الموارد البشرية عادةً ما ينقلون الأخبار السيئة للموظفين في بقية الأقسام، وبينما كان ما يسبب مشاكل كثيرة بين قسم الموارد البشرية وبقية الأقسام ويجعل المحادثات بينهم سلبية في أغلب الأحيان.  

وقد تغير هذا الأمر قليلًا مع انتشار وباء كوفيد -19 منذ عدة أعوام، إذ إنتقل جزء كبير من العاملين في الشركات إلى منازلهم وأصبح الاحتكاك مع قسم الموارد البشرية وبقية الأقسام قليلا.  

كما أنهم أصبحوا محببين إلى بقية الأقسام بسبب الأخبار الجيدة التي كانوا ينقلونها مثل تغيير ساعات العمل أو الانتقال إلى المنازل للعمل عن بعد وصرف بعض المعونات لمساعدة الموظفين على مواجهة موجات الغلاء المختلفة.  

ولكن هذا الأمر تغيير كثيرًا مع بداية العام الجاري بسبب الأزمات الاقتصادية المتتالية والتي أثرت على الكثير من الشركات وجعلتهم يتخلون عن الكثير من الموظفين وتحديدًا في الشركات التقنية، إذ تخلت تويتر مثلًا عن أكثر من 4 آلاف موظف، بينما أمازون تخلت عن أكثر من 11 ألف موظف وكذلك فيسبوك وميتا.  

لذلك عادت العلاقة بين موظفي قسم الموارد البشرية وبقية أقسام الشركة إلى التوتر مجددًا وجعلت المستخدمين لا يشعرون بالراحة كثيرًا للتعامل مع أقسام الموارد البشرية وبقية الأقسام في الشركة.

إيجاد المهارات المناسبة لإدخالها في الشركة

تعيين الموظفين الجيدين والأكفاء من ذوي المهارات المناسبة هو أحد أكبر التحديات التي تواجه العاملين في قسم الموارد البشرية في مختلف الشركات، وذلك لأنها تتطلب منهم البحث عن الموظفين الجدد باستمرار.  

ولا يشترط أن يكون هذا البحث ناتجًا عن حملات ممنهجة للبحث أو إيجاد الموظفين في الشركات الأخرى مثلًا، ولكن دائمًا ما يعمل قسم الموارد البشرية على إيجاد موظفين جدد عبر قراءة السير الذاتية وفحص محتوياتها. 

ويعد هذا الجانب أحد أهم الجوانب الخاصة بقسم الموارد البشرية، إذ يقع على عاتقهم زيادة عدد الموظفين المهرة في الشركة والقادرين على تقديم المزيد من الخبرات إلى الشركة ومحاولة الحفاظ عليهم داخل الشركة أيضًا.  

يعرف أي مسؤول موارد بشرية جيد أن الخبرة الفنية هي النقطة الأخيرة التي يجب أن يبحثوا عنها أثناء محاولة تعيين الموظفين الجدد وتوظيفهم في الشركة، وذلك لأنه المهارات الشخصية وطرق التواصل إلى جانب أسلوب الشخصية هما الأهم من المهارات الفنية التي يمكن اكتسابها وتعلمها بسهولة.  

تدريب الموظفين ورفع كفائتهم 

يعد هذا الأمر أحد أهم جوانب وظيفة مسؤول الموارد البشرية التي يهملها الكثيرون ولا يبحثون عنها بشكل مستمر، وذلك لأنها تطلب منهم المزيد من المجهود وفهم متطلبات العمل الفنية ومحاولة رفع كفاءة الموظفين في الأقسام الأخرى. 

ولكن بشكل عام يجب على موظفي الموارد البشرية أن يكونوا قادرين على إدارة الأقسام الأخرى بسهولة والتعامل معهم بكل كفاءة من أجل زيادة حصيلتهم من الخبرات المختلفة التي يحتاجون للحصول عليها.  

وذلك عبر تقديم التدريبات والدورات اللازمة والتي يحتاجها أي موظف للعمل بشكل جيد في أي وظيفة مهما كانت مثل مهارات تنظيم الوقت وإدارة المشاريع إلى جانب مهارات التعامل مع الأنظمة الرقمية والزملاء الآخرين.  

ويحتاج موظفو قسم الموارد البشرية في بعض الأحيان إلى التدخل لحل بعض المشاكل التي قد تنشأ بين العاملين في الأقسام المختلفة، وذلك حتى يضمنوا سير العمل بشكل مستقر وثابت دون حدوث مشاكل شخصية توثر على سير العمل. 

 

لا أحد يثق في مسؤولي الموارد البشرية

ارتبط قسم الموارد البشرية في الكثير من الشركات مع الأخبار السيئة وعمليات الاقالة التي جعلت بعض الموظفين يظنون بأن مسؤولي الموارد البشرية يقفون دائمًا في صف إدارة الشركة.  

هذه الفكرة السيئة عن أقسام الموارد البشرية تجعل دورهم ينحصر في الشركة في الأخبار التنظيمية فقط، وذلك ما أثبتته دراسة أجرتها مجلة هارفرد بيزنس ريفيو حول الأطراف التي تتدخل في حل المشكلات بين الموظفين أو مشاكل العمل المختلفة.  

وقد وجدت الدراسة أن 993 من أصل 1000 موظف سيبحثون عن أي شخص في الشركة لحل المشاكل التي تقابلهم بدلًا من التوجه إلى قسم الموارد البشرية حتى يحاولوا حل المشكلة، ويعكس ذلك انعدام ثقة بقية الموظفين والأقسام في قسم الموارد البشرية والعاملين فيه.  

انعدام الثقة هذا قد يبدو وكأنه أمر تافه لا تأثير له، ولكن في الحقيقة فهو يؤثر كثيرًا على العاملين في الأقسام المختلفة بالشركة، وذلك يشمل العاملين في قسم الموارد البشرية وغيرها من الأقسام.  

كما أنه يؤثر بشكل كبير على سير العمل داخل الشركة، إذ لا يتدخل قسم الموارد البشرية لحل المشكلة أو الأزمة إلا عندما تكبر وتحتاج إلى تدخل احترافي من بقية أقسام الشركة، بينما قد يمكن حلها بشكل مبسط إذا وصلت إلى القسم المناسب في الوقت المناسب.  

وتترك انعدام الثقة هذه أثرًا سيئًا في مسؤولي قسم الموارد البشرية، إذ يشعرون بأنهم منبوذون داخل الشركة ومكروهين للغاية من بقية أقسام الشركة، وهذا يتركهم في وضع مزعج لا يستطيعون العمل معه بشكل جيد.  

ورغم جميع التحديات التي يواجهها قسم الموارد البشرية لدى الشركات المختلفة، إلا أن دورهم يعد أحد أهم الأدوار في الشركة والتي يجب على الشركات أن تهتم بها وتحاول توظيف أشخاص أكفاء في هذه الوظيفة تحديدًا، وذلك لأنهم مسؤولون عن التعامل مع بقية موظفي الشركة ومحاولة إيجاد الحلول الأفضل للحفاظ على المهارات الموجودة بالفعل داخل الشركة إلى جانب محاولة تدريب الموظفين وجعلهم أفضل في وظائفهم، وهو ما يعود على الشركة في النهاية بالمزيد من الأرباح، اقرا اكترعن عملية التوظيف و اسئلة الانترفيو و السيرة الذاتية و موضوعات تانية كتيرفي المدونة، .سكاتش بتتمنالك قراءة ممتعة.