إدارة الراتب

الطريقة الأفضل من أجل إدارة الراتب بطريقة عملية

إدارة الراتب وتعلم التوفير والإدخار منه هي واحدة من أكبر التحديات التي يمكن أن تواجه الموظفين في العصر الحديث.

وذلك بسبب التضخم المستمر وارتفاع ثمن السلع المختلفة إلى جانب التقلبات الاقتصادية المختلفة في مصر وغيرها من دول العالم، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن إدارة الراتب والتوفير منه بشكل جيد.

ويعد وجود خطة إدارة مالية سليمة وقادرة على التكيف مع التقلبات الإقتصادية المختلفة هي مفتاح الحياة العملية السعيدة والاستقرار المالي والنفسي، وذلك لأن الأزمات المالية تؤثر سلبًا على النفسية وبالتالي تؤثر على معدل الإنتاج الشهري من العمل وغيرها من الأمور.

لذلك سنأخذ على عاتقنا من خلال مقالنا اليوم تعريفك بأفضل الطرق من أجل إدارة الراتب بطريقة عملية والاستفادة منه والحفاظ على أموالك في زمن الأزمات الإقتصادية الذي نعيشه اليوم.

ولكن، هل يكفيك راتبك؟

الإجابة على هذا السؤال هي مفتاح تحديد الطريقة الأفضل من أجل إدارة الراتب بطريقة عملية، وذلك لأنه إن لم يكن يكفيك الراتب، فإن هذا يعني أنك لن تستطيع توفير أي شيء منه أو إدارته تمامًا.

وحتى تتمكن من  تحديد إن كان راتبك يكفيك أم لا، فإنك تحتاج أولًا لتحديد المبالغ والالتزامات الشهرية التي تحاول دفعها كل شهر، ثم تحديد المبالغ التي تصلك شهريًا تحت مسمى الراتب والمكافآت والتعويضات المختلفة.

وبعد ذلك تحتاج إلى مقارنةً الطرفين ببعضهما، إن كنت تجد أن راتبك يغطي هذه الإلتزمات وهناك فائض في الراتب نظريًا ولكن عمليًا لا تجد هذا الفائض، فإن هذا يعني أن إدارتك لأموالك تعاني من خلل ما.

وأما إن كانت التزاماتك الشهرية أكثر من الراتب الذي تحصل عليه شهريًا، فإن هذا يعني أنك في حاجة إلى إعادة حساباتك مرة أخرى، إذ قد تجد بعض المصروفات الإضافية التي يمكنك التخلي عنها.

أو قد يكون راتبك صغيرًا لا يكفي مستوى المعيشة الذي ترغب في العيش فيه، وفي هذه الحالة، فإنك في حاجة إلى البحث عن وظيفة جديدة.

نصائح لتتمكن من إدارة الراتب بطريقة صحيحة

بعدما تمكنت من الإجابة عن السؤال الأول، فإن الدور يحين الآن على نصائح إدارة الراتب، ولكن قبل أن نبدأ في الحديث عنها يجب أن نتفق على نقطة رئيسية.

لا توجد قاعدة تصلح لجميع المستخدمين وجميع الحالات، لذلك ومهما كانت النصائح التي سنقدمها لك اليوم جميلة أو عملية، فإنك يجب أن تقرر مع نفسك أولًا إن كانت قابلة للتطبيق في حالتك أم لا.

       تحديد الميزانية المسبقة

أحد أكبر التحديات التي تواجه الأسر الصغيرة ومن يعولونهم هي كيف يكفي الراتب الشهري جميع أفراد الأسرة ويلبي جميع احتياجاتهم مهما كانت، والإجابة على هذا السؤال بسيطة للغاية.

لا يمكن في أغلب الحالات أن يكفي الراتب جميع أفراد الأسرة خاصةً وإن كانت الأسرة كبيرة بعض الشيء، لذلك فإنك يجب أن تحدد ميزانية مسبقة للإنفاق الشهري للأسرة.

ويتم ذلك عبر استثناء المصاريف الرئيسية التي لا يمكن تجاوزها مثل الفواتير الشهيرة ومصاريف الطعام والغذاء، وبعد ذلك تضيف جزءًا إضافيًا على هذه المصاريف ليصبح هذا حد إنفاق الأسرة.

ولا يجب عليك أن تتجاوز حد إنفاق الأسرة الشهري مهما كان الظرف إلا في أقصى الحالات وحالات الطوارئ أو الموت والحياة.  

بناء الصندوق الاحتياطي

إجعل لك شهريًا صندوقًا إحتياطيًا تضع فيه الأموال بشكل شهري دون أن تنظر لها أو تحاول الاقتراب منها حتى وإن أنفقت كافة أموالك طوال الشهر.

هذا الصندوق مخصص فقط لعلميات الإنفاق الطارئة التي تشكل حياة أو موت، لذلك يجب أن يكون بعيدًا عن متناول أيدي الجميع ولا يمكن للجميع الوصول إليه بشكل سهل أو سريع بعكس الأموال الساخنة التي تنفق شهريًا.       لا تؤجل سداد الفواتير المختلفة

حاول دائمًا أن تنهي فواتيرك أولًا بأول، وذلك لأن تراكم هذه الفواتير يعني أنها ستصرف معًا في شهر واحد بشكل مفاجئ، وهذا سيتسبب في عجز ميزانية للشهر الذي تصرف فيه هذه الفواتير. 

   قاعدة 50 – 20 -30

تمثل هذه القاعدة المنظور الذهبي لعالم التوفير وإدارة الأموال، وينصح بها الكثير من الخبراء الإقتصاديين حول العالم.

وتقضي هذه القاعدة على أن ينقسم الراتب إلى ثلاثة أقسام غير متساوية وهي

القسم الأول : 50 بالمئة من الراتب يصرف في الاحتياجات الإلزامية التي لا مفر لها، وهي الحاجيات التي لا يمكنك أن تعيش من دونها، مثل الفواتير الشهرية المكررة ومستلزمات الطعام وغيرها.

القسم الثاني: 20 بالمئة من الراتب تصرف في التكاليف المستقبلية والاحتياطية، ويتم تخزينها شهريًا على شكل صندوق الطوارئ الاحتياطي إلى جانب الأسهم والسندات وأوعية الإدخار والاستثمار الأخرى.

القسم الثالث وهو 30 بالمئة من إجمالي الراتب وهي النفقات اليومية التي يمكن الاستغناء عنها في بعض الحالات، وذلك مثل اشتراكات الخدمات عبر الإنترنت وحفلات الطعام في الخارج وغيرها من الكماليات و الرفاهيات التي يمكن التخلي عنها. 

إصنع سجلًا للمصروفات اليومية

تختلف هذه الطريقة من شخص لآخر، ولكن من المهم أن تمتلك سجلًا شهريًا للمصروفات يضم كل ما قمت بصرفه خلال الشهر سواءً كان إدخارًا أو طوارئ أو حتى حاجيات أساسية.

وتوجد الكثير من الطرق المختلفة التي يمكنك استخدامها من أجل بناء هذا السجل من مثل استخدام التطبيقات الرقمية مثل Walli أو استخدام السجلات المكتوبة يدويًا مثل الدفاتر المعتادة.

    إبتعد عن الإنفاق العاطفي

جزء كبير من الأزمات المالية التي يعيش فيها أبناء القرن الحادي والعشرين هو الإنفاق العاطفي،

وهو ما تحاول الكثير من الشركات استغلاله وتشجيع الأفراد عليه.

الإنفاق العاطفي يحدث عندما تجد نفسك مضطربًا أو تشعر بالضيق فتتوجه إلى أقرب متجر وتحاول جاهدًا شراء منتجات وأشياء لست في حاجة إليها، هذا الإنفاق يتسبب في أزمة كبير في نهاية الشهر.

وذلك لأنك تشتري أشياء لست في حاجة إليها ويمكن الاستغناء عنها، ولأنه يشبه الإدمان، إذ قد تشعر مرةً واحدة بأن هذه العملية أسعدتك، فتحاول تكرارها مجددًا من أجل الوصول إلى درجة السعادة هذه مجددًا.

   تعلم الاستثمار

من الصعب واقعيًا على الجميع أن يتعلموا الاستثمار ويكونوا قادرين على الاستثمار الناجح، ولكن هذا لا يعني أنك لا يجب أن تستثمر أي جزء من أموالك.

البعض ينصح بإستثمار 25 بالمئة من الدخل الشهري، ولكن هذا ليس مناسبًا للجميع، لذلك فمن الأفضل تحديد مبلغ استثمار صغير يمكنك عبره شراء مجموعة من الأصول التي لا تفقد قيمتها مع الوقت.

ويتمثل هذا في عملية شراء السندات والأسهم أو الذهب والعقارات إذا كانت المبالغ كبيرة بعض الشيء، ولا تحاول بيع هذه الأصول في وقت قصير، إذ يجب عليك أن تنتظر كثيرًا ويتأنى حتى تصبح قادرًا على بيع أصولها في الوقت المناسب لتحقيق أكبر ربح منها.

أفكار تساعدك في الربح من الإنترنت وطريقة تحقيق دخل ثابت

   قلل التزاماتك الشهرية إلى أقصى حد

إبتعد دائمًا عن عمليات الدفع طويلة الأمد والإنفاق الاستهلاكي الذي يشجع على الشراء عبر خدمات التقسيط والدفع لاحقًا.

إذ ورغم أن هذه الطرق قد تكون مناسبة في بعض السلع، إلا أنه لا ينصح استخدامها بشكل مكثف حتى لا تجد أن راتبك بأكمله مستقطع لصالح مجموعة من العمليات المالية التي لا تحتاجها.

وإذا كنت تفكر في التقسيط واختيارات الدفع لاحقًا، حاول دائمًا أن تجعلها لفترات قصيرة أو أن تكون ناتجة عن سلع ومنتجات طويلة الأمد لا تتلف سريعًا.

راتبك لايكفيك؟ إذًا تعلم طرق زيادة الدخل

أحد أكبر المشاكل في عصرنا هذا هي أن الراتب لا يكفي لشراء كل ما ترغب فيه أو تحتاجه، لذلك يجب عليك أن تتعلم طرقًا جديدًا لزيادة دخلك وتحقيق حلم الدخل السلبي الناجح.

والدخل السلبي هو أي نوع من الأموال تدخل حصالتك دون أن تبذل فيها مجهود بشكل يومي، وذلك إما عبر المشاركة في المشاريع التجارية المختلفة أو حتى الاستثمار في الأسهم والعقارات المختلفة.

وقد يتجه البعض ممن يمتلكون وقتًا إضافيًا إلى زيادة دخلهم عبر تعلم المهارات الجديدة والعمل الحر عبر الإنترنت، وهو أحد أفضل الطرق من أجل زيادة الدخل وتحقيق أسطورة الدخل السلبي بشكل سهل وبسيط.

العمل عبر الإنترنت والعمل على شكل فريلانس هي واحدة من أشهر النصائح التي يقدمها الخبراء الماليون حول العالم، وذلك لأنه هذه الوظائف يمكنها أن تشكل مصدر دخل إضافي يتم توفيره جميعًا بدون الإنفاق منه.

ولكن مهما كانت الطريقة التي قررت إتباعها، فإنك يجب أن تتعلم طرق إدارة الراتب والتوفير منه حتى تتمكن من مقاومة الأزمات الإقتصادية القادمة.